الخميس، 3 يوليو 2008

حوار مع لحظه




جلست يوماً بين يدى الله تعالى أتامل انبثاق الفجر وإذ بنسيم السحر كالرشاش المتطاير على وجهى فلاح لعقلى الندم على أوقات قد سلفت من عمرى واستدعيت لحظه من لحظات عمرى وارسلت إليها همساتى..

فقلت لها: عودى إلى حتى أضيئك بالخير

قالت: إن الزمان لايقف محايداً أبداً ولا مساومة فقد انتهيت!!!

قلت : يالحظه .. أرجوكى ارجعى حتى انتفع بك واعوض تقصير فيك.. فكم من اللحظات قد ضيعتها بعدك؟!!

قالت : لو كان الامر بيدى لعدت اليك ولكن قد طويت صحائف أعمالك ورفُعت الى الله سيئاتك وحسناتك.

وسكتت اللحطه..

ناديت بقلب حزين ولسان مضطرب وبعينى دمعه تحرق الحناجر: يالحظه!!يالحظة!! يالحظة!!ألا تسمعينى؟؟ أجيبى أرجوكى .لا تتركينى

عادت وعاتبتنى: ياغافلاً عن نفسه يامضيعاً وقته.. ألا تعلم أنك لآن من أجل إرجاع لحظه وحده قد ضيعت لحظات من عمرت ،فهل عساك أن ترجعهم كذلك؟!!

فبادر يا .. واعمل واجتهد وأذكرك( إنّ الحسنات يذهبن السيئات) هود 114

فصرخت ونفسى : يا أنا.. ما فات لايعود وما بقى موجود .. إجمه قواك المبعثرة.. أولد النور فى قلبك من جديد .. فصاحت حناجر الاذن (حى على الصلاة .. حى على الفلاح) وتذكرت (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون(99) لعلى اعمل صالحاً فيما تركت كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ولاائهم برزخ الى يوم يبعثون) المؤمنون

فقلت : أنت فى الأمنية فاعمل .. وتذكر (وعجلت اليك ربى لترضى)

اخوتى الكرام احبتى فى الله والله انى احبكم فى الله

قرر ابن القيم أن (انفع الناس من مكنك من نفسه لتزرع فيها خيراً)

وصرح ابن المبارك (إذا احب الله عبداً جعل له واعظاً من قلبه)... فهذه الكلمات لك انت أنت .. نعن انت.. ما يهمنا إلاقلبك .. وما سعدنا إلا عملك .. وما يشرح صدورنا إلا ان تلهب شعلة همتك ويعلو صوت عزيمتك :

نعم أنالها .. أنا لها..

ليست هناك تعليقات: